بحث

29/07/2014

فيديو: حين يعجز الأكاديميين عن إعطاء مثل علمي واحد يثبت نظرية داروين





بالفعل..ما يعيبه علينا معتقدوا نظرية التطور الداروينية..هـو نفسه ما نعيبه عليهم..
ينعتوننا بالتخلف لكوننا نؤمن  بالغيب ونعتقد أن الكون له خالق مقتدر هو الذي أبدعه..
ونعيب عليهم نحن إيمانهم الأعمى ب "نظرية" مبنية على ظنون لم يتم إثباتها بالطرق العلمية التجريبية المتعارف عليها في ميدان العلوم.
في هذا الفيديو..قام الصحفي باستجواب عدة أكاديميين..طلبة..أساتذة جامعيين..باحثين..كلهم يعملون في مجالات تهم العلوم التجريبية..كان السؤال واضحا وبسيطا:
أعطني مثالا واحد في عصرنا لإحد الكائنات الذي تطور وتحول  من فصيلة إلى فصيلة أخرى؟
وبالطبع لم يتمكن ولا واحد من الذين تم استجوابهم من إعطاء ولو مثال واحد على ذلك..وكانت أغلب أجوبتهم تتحدث عن تطور حدث منذ ملايين السنين*..مع العلم أنه لا يوجد أي دليل ملموس يوثق ذلك..وبعضهم تحدث عن تطور جيني لبعض المخلوقات..إلا أن الصحفي كان وجيها فأكد أن ذلك 
يعتبر تأقلما طبيعيا وليس تطورا جذريا بمفهوم نظرية داروين الزائفة.. 
وهكذا ختم الصحفي بالسؤال القاضي على كل من تم استجوابهم: إذا أنت تؤمن بمسألة لم يتم إثباتها علميا؟..فيؤكد الجميع إيمانهم ويرفض البعض منهم التخلي عن اعتقاده في تلك النظرية رغم أن عقله لا يستطيع إثباتها..

وهذا بالفعل ما يعيبه المؤمنـون بتلك النظرية علينا نحن المؤمنين برب العالمين..رغم أن هناك فرق دقيق بيننا وبينهم..ويتعلق الأمر بكوننا نحن نؤمن بما جاءت به الرسل..أفضل البشر الذين اختارهم الله ليبلغوا رسالته ويذكروا البشرية بربهم ولدينا أدلة عقلية ونقلية تثبت ما نؤمن به..بينما هم يؤمنون برجل عقله القاصر الضيق جعله يعتقد أن هذا الكون الرائع المحكَم  الصُّنع..خُلِق صدفة ثم بدأ يتطور في تيار من الصدف المتتالية حتى أصبح على الشكل الذي نشاهده عليه اليوم..وبناء على ذلك فإن تشابه كائنٍ مثل القرد في عدد أصابعه مع كائن آخر عاقل ومسؤول والذي هو الإنسان ..يعني على حد زعمه أن أصلهما واحد..أو أن الأول هو الجد الأكبر للثاني..

تفضل بالمشاهدة:




بعد أن شاهدت الفيديو..لابد أن تكون لنا وقفة مع أمر مهم وحساس يهم قضية التطور..
نحن كمسلمون مؤمنون..نؤمن إيمانا راسخا ونعتقد أعتقادا لاشك فيه أن التطور هـو حقيقة علمية ثابتة..
نعم..نحن نعتقد أن الكون منذ أن خلقه الله الخالق البارئ المصور..وهو في تطور دائم..
وهذا التطور يمتد في دورة واحدة على مرحلتين شمـوليتين وعلى عدة مستويات متنوعة:
  • المرحلة الأولى تهم تطور الكون في اتجاه الإمتداد..يقول الله تعالى: "وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" الذاريات
  • المرحلة الثانية تهم تطور الكون في اتجاه التقلص..وتبدأ والعلم لله بمجرد وصول المرحلة الأولى إلى أقصاها الذي حدده الخالق تبارك وتعالى في يوم القيامة..يقول الله تعالى: "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ" الزمر
على أن اعتقادنا وإيماننا بالتطور كحقيقة في هذا السياق..يبقى دائما مرتبطا بإرادة الخالق..حيث أننا نؤمن أنه لا يحدث تلقائيا أو تحدثه الصدفة.. 
وأما المستويات فهي كثيرة منها:

1 - مستوى السماء:
حيث التطور في مرحلته الأولى يتمثل في التوسع..وقد تم ذكر الآية سابقا: "وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ"

2 - مستوى القمر: 
قال الله تبارك وتعالى: "والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم"..وصف رائع مقارنة مع صـور القمر التي حصلت عليها المراصد الفلكية منذ بداية القرن الماضي..فنحن لا نعلم حقيقة ً كيف كان القمر في البداية..لكننا نـوقن أنه تطور حتى أصبح على الشكل الذي هـو عليه الآن.

                          

3 - مستوى البشرية:
فالكائن البشري لم يتـوقف عن التطور منذ خلقه..لكن في اتجاه انحداري عكس ادعاءات داروين ..بمعنى أنها البشر كانـوا في البداية على هيئة كبيرة وضخمة بالنسبة لما هم عليه الأن. فمثلا أدم عليه السلام أبو البشر..كان طوله تقريبا 30 مترا بوحدة حسابنا الحالية وعاش قرابة 1000 عام..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "خلق الله آدم وطوله ستون ذراعاً... فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن" متفق عليه..
وبدأ الجسم البشري في التناقص منذ آدم بحيث أن آخر أضخم الشعوب أجسادا الذين عاشوا على ظهر الأرض هم قوم عاد..

  
                  صورة لهيكل عظمي يعتقد أنه لشخص كان ينتمي لقوم عاد

4 - مستوى باقي الكائنات الحية
الإكتشافات الأثرية والتنيقب عن الحياة القديمة أدى إلى اكتشاف هياكل عظمية لحيـوانات ضخمة وكبيرة أُطلق عليها الديناصـورات..هذه الهياكل العظمية تتناسب في حجمها مع الأحجام العملاقة للهياكل البشرية العملاقة التي تم اكتشافها في مصر والسعـودية..والتي يتم التستر عنها بشكل مثير للتساؤل..كـونها لا تخلق ضجة إعلامية..ولا تتثير تساؤلات العلميين الأكاديميين..
فكما كان الأنسان الأول عملاقا..فحتى الحيـوانات والنباتات كانت هي كذلك عملاقة..بمعنى أن تلك الهياكل الضخمة التي يتم اكتشافها..ليست سـوى هياكل لأسلاف الحيـوانات التي نراها اليـوم والتي خضعت عبر العصـور إلى تطور في الحجم..لكن الباحثين الغربيين يصرون على أنها مخلـوقات مغايرة عاشت في حقبة معينة ثم انقرضت..نفس الإصرار الذي يصرونه على نظرية داروين دون دليل..
وقد تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم واصفا بعض النباتات والحيوانات في آخر الزمان قائلا:"...ثم يرسل الله مطراً لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل حـتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس..." رواه مسلم
وهذا الحديث الصحيح يؤكد ما قلته..ويؤكد كذلك أنه سيحدث تطور عكسي في آخر الزمان يجعل الكائنات الحية تعـود كما كانت تقريبا في العصـور الأولى..
قال الله تبارك وتعالى: "كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ"

5 - التطور بمنطق داروين
نعم..مرت في التاريخ البشري حادثة تحوّلَ فيها كائن حي إلى كائن حي آخر مغاير تماما..ويتعلق الأمر بتحول طال بعض البشر العصاة الذين تحولوا بإرادة الله تعالى بعد أن أقام عليهم الحجة إلى قردة و خنازير..ولم يكن هذا التطور منذ ملايين السنين كما يدعى دعاة الداروينية..بل كان بالإمس القريب..قبل أقل من 3000 سنة في قوم بني إسرائيل..وهذا التطور يسمى ب "المسخ"..
قال الله تعالى: "قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ" المائدة
وقال الله تعالى: "وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ" البقرة
من الـوهلة الأولى..قد يبدو هذا الحدث مـوافقا لمنطق داروين في تحـول كائن إلى كائن أخر تماما..إلا أن هناك فرق شاسع بين هذا الحدث وبين نظريته الكاذبة..هذا "التدهـور" في بني إسرائيل كان استثناء وبإرادة الخالق..بينما يزعم داروين أن التطور عن طريق التحـول يطال كل المخلـوقات وبطريقة طبيعة وتلقائية..

5 - التطور بالنمـو
ولعل أروع تطور يحدث للكائنات الحية على هذا الكـوكب..هو ذاك الذي يحدث تحت أعيننا في كل لحظة وبشكل معتاد لدرجة أنه أصبح روتينيا..يتعلق الأمر بالتطور الطبيعي للكائنات الحية عبر النمـو ..فالجنين يتطور في بطن أمه..ويتطور بعد ذلك كرضيع ليصبح طفلا فشابا ثم كهلا وشيخا..الحيـوانات والحشرات والنباتات والأشجار والزروع...كلها تنمـو وتتطور على مدار فصول السنة..

                

قال الله تعالى : "أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ"

قد تكـون هناك مستـويات أخرى لم أتطرق لها في هذا المقال المتـواضع..لكن الشاهد عندنا هو أن التطور أمر مقبول لدينا لكن ليس بالمفهوم الدارويني..

بعد هذا التوضيح..أود أن أطرح سؤالا منطقيا بخصوص الترويج لنظرية داروين دون غيرها:
لماذا يتم التستر عن الأجساد العملاقة التي يتم اكتشافها في مصر والسعودية؟..ولِم يحاط اكتشافها بتكتم شديد بعيدا عن أي ضجة إعلامية؟..ولِم لا يتم إجراء أبحاث علمية عن هذه الأجساد العملاقة وأصلها في الجامعات الغربية؟..في الوقت الذي تنفجر قنابل إعلامية عند "اكتشاف" أي هيكل عظمي صغير مشوه ثم يدعي مكتشفوه أنه أقدم إنسان ويصروا على أنه إنسان قديم أشبه بالحيوان..وأنه كان يعيش في المغارات ويقتات على الصيد؟؟..
أتحدى أي باحث صادق أن يكون بمقدوره إجراء بحث عن إمكانية وجـود نظرية مغايرة لخرافة داروين تتعلق بهذه الهياكل العملاقة داخل أي من الجامعات الغربية ومختبراتها..لأن نظام المنح الذي تعتمده الجامعات والمعاهد الغربية يجعل احتمال تمويل بحث كهذا..ينسف عقيدة العلمانية الغربية وإيمانها الدارويني ويؤكد صدق الحقائق الموثقة في الأديان الموحدة التي تؤمن بوجود خالق..من سابع المستحيلات..وهذا الأمر كذلك ليس مجرد صدفة..

الحقيقة الوحيدة التي أؤمن بها قبل مشاهدة هذا الفيديو..هي أن العِلم الذي يمتلكه الباحثـون الأكادميـون أو من نسميهم نحن"علماء"* غربيين..مثل هؤلاء الذين شاهدتهم في هذا الفيديو..يشبه بشكل مطابق الصنم الذي رآه بختنصر في رؤياه التي فسرها نبي الله دانيال..رأسه من ذهب وسيقانه من فخار..يوشك أن يتهاوى عند أول ضربة حجر صَلب..
ولك أن تستدل بتفوقهم في كل المجالات كحجة لدحض الحقيقة التي ذكرتها أعلاه..إلا أن هذه الحجة لا يمكنها أن تغير قاعدة راسخة مفادها..أن ما بني على باطل..فهو باطل..لا يمكننا أن ننكر أن علمهم بالفعل متقدم..لكن لا يمكننا أن ننكر كذلك أن أساسه مبني على خرافة..وفي عرفنا كمؤمنين..تبنِّي الخرافة ونشرها نسميه دجلا..وعقيدتنا ترفض الدجل من أصله..
ثم إن هؤلاء "العلماء"..رغم إدراكهم لبطلان معتقدهم الدارويني..ورغم تفكيرهم ومنهجهم العقلاني المنطقي وشكهم الديكارتي الذي يفند الأشياء..فهم لا يستطيعـون ولن يستطيعـوا ابدا التخلي عن اعتماد تلك الخرافة.. بل سيزدادون تشبتا بها..لأن تخليهم عنها يعني ببساطة اعترافا مكتوبا يجعل وجودهم بأكمله أكذوبة.
وبناء على ما سبق..أدعو كل المنبهرين ببريق الحضارة الغربية وعلمها التوقف للحظة..وإعادة النظر في كل ما وصلنا ولا يزال يصلنا من معلومات لا نتورع في جعلها "حقائق" ومسلمات غير قابلة للنقاش..

بالمناسبة..هل  لازلت تؤمن بوجود شيء إسمه الديناصورات؟


----------
* تعـودنا في بلاد العرب تسمية الباحثين العلميين بالعلماء..والسبب راجع للترجمة الخاطئة لكلمة "scientifiques" الفرنسية التي تتم مُرادَفتها بكلمة "علماء" بالعربية..هذه الأخيرة التي ترادف في الـواقع كلمة "savants"..

0 تعليقات :