بحث

08/03/2018

إنحسار الفرات عن جبل من ذهب: الحقيقة التي غفل عنها الكثيرون



كان من المسلّم به بعد إكتشاف حقول الغاز والبترول على خط الفرات في الأراضي السورية أن يليه مباشرة تغيرا جذري في الوضع الجغراسياسي في الشرق الأوسط لصالح روسيا الحليف التقليدي للنظام القائم في سورية..فكان لزاما الإطاحة ببشار ضمانا لبقاء الهيمنة الصهيوأمريكية على الشرق الأوسط وضمانا كذلك لمصالحها الإقتصادية في الدوليات التي تستغل خيراتها لمصلحة الشركات الكبرى الصهيونية.
تجيشت كل جيوش المنطقة تحت راية أمريكا لمحاربة نظام الأسد والإطاحة به من أجل تنصيب عميل من عملائهم رئيسا على شبه دولة ممزقة..شاركت كل من الدولة السعودية والقطرية والإماراتية والكويتية بالتمويل المادي وسخرت إسرائيل عتادها العسكري وسهلت تركيا ولوج الموارد البشرية القادمة من كل بلدان العالم لتخوض حربا بالوكالة باسم الجهاد في سبيل الله..وتكفلت الأردن بتدريب هذه الموارد على أراضيها قبل تسليحها بالسلاح الإسرائيلي وبثها في الميدان للقتال تحت مسميات صورية: المعارضة السورية المسلحة أو المعتدلة.
القتال استمر ولازال مستمرا وسيظل مستمرا حتى يفنى خلق كثير.
وهذا يصدّق كلام الصادق المصدوق:
عن أبيّ بن كعب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"يوشك #الفرات أن ينحسر عن جبل من ذهب ،
فإذا سمع به الناس ساروا إليه ،
فيقول من عنده : لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله ،
قال : فيقتتلون عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون."
وصف رائع وملخص من الرسول صلى الله عليه وسلم:
يعتقد ضعاف العقول أن جبلا من الذهب سيظهر فجأة هكذا من نهر الفرات وينبت بين عشية وضحاها ليبلغ عنان السماء..وهذا مما لا يقبله العقل..جبل من ذهب قد يكون تعبيرا مجازيا عن كثرة المال الذي يعادل ما يكتشف في تلك المنطقة..وقد يكون وصفا دقيقا للبنية الإفتراضية التي يكون عنها هذا "الذهب" في شكله وحجمه كمادة أولية أسفل الأرض.
والعجيب أن أغلب الإكتشافات التي تم الإعلان عنها كانت بموازاة خط سيل نهر الفرات..باستثناء التي تم اكتشافها في المجال البحري على الأبيض المتوسط.
"فإذا سمع به الناس ساروا إليه": سبحان من أنطق الرسول صلى الله عليه وسلم بالحق..
أشهد ألا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله!
بالفعل هذا ما وقع بالفعل في سوريا..ما أن تم الإعلان عن الاكتشافات البتروغازية في سورية ونوايا النظام السوري على استغلالها حتى تحركت المخابرات الصهيو أمريكية وتحت جناحها كل عملائها من الأنظمة الخائنة التي تحكم جبرا دويلات المنطقة..فكل يخشى على نفسه من المنافسة والوفرة في المواد الأولية التي تهدد الأسعار وتهدد سياسة التحكم الجبري الذي تسيطر من خلاله عائلات فرعونية تستعبد الشعوب المسلمة على كل تراب المنطقة بما في ذلك أرض الجحاز والحرمين.
نشبت الأزمة السورية وتم تغليفها بالثورة الشعبية من أجل إسقاط النظام وتغييره..والحقيقة أن عقدة القصة كاملة هي من سيتحكم في تلك الحقول البتروغازية التي تم اكتشافها..فشاهدنا آلاف الشباب يحجون أفواجا إلى سورية من كل دول العالم وذلك بعد أن تم تغييب عقولهم نهائيا..لكن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فضح نواياهم الكاذبة إذ يزعمون أن ذهابهم إلى الشام الغرض منه الجهاد في سبيل الله ونصرة المظلومين..والحقيقة أن انبعاثهم من بلدانهم كان الغرض منه الربح المالي "لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله"..وقد سمعنا غير ما مرة أن تجنيد الشباب في سورية كان بمقابل يقدر بمليون دولار للشخص الواحد..
بعد استغلال كل من ذهبوا إلى سورية لاكتساح أكبر مساحة من المناطق التي كانت تحت نفوذ النظام السوري..قامت القوة الصهيوأمريكية بإنشاء تحالف دولي شاركت فيه جيوش أغلب الدول المسلمة المبايعة للبيت الأبيض..وبدأت تتخلص من كل المغيّبين عقليا الذين استعملتهم في البداية لكسب الميدان..وهذا أيضا يصدّقه حديث الرسول السالف الذكر..فقد تحدث عن قتالهم ثم عن قتلهم..
في الحديث يذكر الرسول نقطة مهمة أخرى..وهي تخص النظام القائم في سورية وعدم استعداده التخلي عن كنزه للقادمين.."فيقول من عنده : لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله"..وقد تصدى النظام السوري بشراسة لكل المقاتلين القادمين من شتى دول العالم وضحى بأبناء شعبه الذين وقفوا مع أولئك المقاتلين وقتل منهم الكثير رجالا ونساء وأطفالا..

حديث "جبل الذهب" مرتبط ارتباطا وثيقا بحديث "غثاء السيل" الذي يزوره الوهابية وأتباعهم من السلفية ويؤلونه بالإقتداء بالغرب والعيش على طريقتهم.
الحديث رواه ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها،
فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟
قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل،
ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن،
فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟
قال حب الدنيا وكراهية الموت"

نعم يا رسول الله..لقد بلغنا بالفعل أدنى دركات الغثائية بعد سقوطنا في قاع مستنقع الجهل..لدرجة لم نعد نعي فيها ما يجري من حولنا ونكتفي باستهلاك خليط الدّجل الذي يسكبه إعلام حكام الجبر في عقولنا ليل نهار..لدرجة أننا أصبحنا نرى الحق ضلالا والضلال حقا..نرى الحرابة جهادا وقول الحق فتنة والخونة رجالا والأشراف خونة.. نعم يا رسول الله لقد أصبحنا قصعة تأكل منها كل الأمم دون أن تغسل يديها وبدون تسمية ومزّقنا كل ممزق.. نعم يا رسول لقد نُزعت من صدور أعدائنا المهابة منا وأصبحت دماؤنا أرخص من الهباء.. ثم نعم يا رسول الله..لقد أحببنا الدنيا والعيش في المذلة وبعنا ديننا بغرض من الدنيا قليل لدرجة أننا لا نستطيع مقابلة الله بعد أن إتخذنا آلهة من دونه نمجدهم ونقدسهم..








0 تعليقات :